الخميس، 25 ديسمبر 2008

تجلدي بالصبر عند المآسي ...


لا ادري ان كنت قد اخبرتكم انني قد تخرجت من مدرسة الموسيقى والباليه وكنت اعزف على الة الفلوت ..احب هذه الالة لكن كنت اتمنى لو انني درست الة شرقية قريبة على القلب اكثر مثل الة الناي لانني لست اشابه الاخرين في انهم يعتقدون ان العود لامثيل له ويريدون تعلمه ...فما بال الناي؟
و على اثر هذه الدراسة كنت انتقي كل ما اسمعه بحذر .،فانا ابحث في الاغنية عن اللحن قبل الكلمات والتوزيع قبل من يغني هذه الكلمات ، كما ان ابي لم يسمح لنا ان نستمع الى اي نوع من الموسيقى في المنزل لانه كان لحسن حظنا موسيقيا ايضا ، لكنه يميل الى الموسيقى الكلاسيكية لانه درسها في بريطانيا ..اما امي فإنها لم تكن موسيقية كبقية افراد العائلة لكنها كانت تشعر باي خطأ يصدر عن المغني وتقول " ها ..مو نشز" فيضحك ويقول لها : نعم فتجيبه " لا والله والله مو نشز اونشزت " طبعا كلمة نشز باللغة الموسيقية تعني بان المغني خرج عن التون او النوطة او النغم – سموه ما تشاؤوا – وعندما جئت الى البلد الجار اصبحت كل الاغاني العراقية التي ينشزون فيها تعجبني المهم انها تحمل الايقاع العراقي " الردح" او المآسي و المواويل ومما ساعد على ذلك ان والدي كان لايزال على تراب الوطن الحبيب فلم تعد هنالك تلك المراقبة على ما يتم الاستماع اليه في المنزل .
انا لا اريد ان اطيل عليكم ، في يوم من الايام – ترة هاي مو قصة ليلى والذئب - بدات البحث عن اغنية وطنية تغذي روحي فأخذني وسواسي الى نسيان الاغنية الوطنية والبحث عن اغنية خليجية لانني من المعجبين جدا بالاغنية الخليجية فأتفاجا بمهند محسن واصيح فرحا " ياي مهند محسن " فالتفتت علي اختي وسالتني باستغراب فيما اذا كنت اره للمرة الاولى ؟ فاجبتها بانني كنت ابحث عن اغنية وطنية فلم اتوقع ان اجد بعد وساوسي مهند محسن فتذكرت اغانيه الوطنية والجوبي ، لكن هذه الاغنية كانت مميزة استمعت اليها ودون ان اشعر بدات بالبكاء وكأنني في علاقة عاطفية محزنة في طريقها الى الانتهاء :
انسيني احسنلك وانا احسنلي انساك ..
انت وانا ان ما نسينا نقاسي..
لا صار قلبي لموانيك مرسى ..
اكيد ما لك في محيطي مراسي ..
كانت احلى من احلى اغنية وطنية فقد تحول فجأة صوت مهند محسن وكان جسر الجادرية يداعب مسمعي ،اما في المقطع الثاني للاغنية فشعرت بان بيتنا في حي القادسية يتلبس الكلمات :
ان ما جفاك الوكت لابد يقسى..
تجلدي بالصبر عند المآسي..
احلامنا ياخرسة العين خرسا ..
ان ما لزمنا الصمت صار التباس..
في المقطع الثالث والذي كان الاخير كان الوضع مختلفا فقد كنت اشعر بان الهواء والماء والتراب والغيم.. كل ما في السماء وعلى الارض يخاطبني ب :
لك في عيوني عن عنا الوكت منسى ..
حتى المحبة قدرها فوك راسي..
لا لا تكولي كيف وشلون ننسى ..
ان ما حصل نسيان يحصل تناسي ..

لن انساك يا جسر الجادرية لن انساك يا رفيقي ، لن انساك يا منزلي ، لن انساك يا وطني .. ترابي ..يا غيمي .. لن انساك يا سماءي .. ساتجلد بالصبرعند المآسي ففي حبنا لن يكون هنالك التباس ابدا .
شكرا يا مهند محسن واسفة يا كاتب الكلمات والملحن لانني لم استطع الحصول على اسماءكم .





هناك تعليقان (2):

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    اختنا ضي ان ما يجمع البشر هو انهم من ادم و حواء و ما يجمع العراقين هو دجلة و الفرت و ان ما يجمع عشاق بغداد و جسر الجادرية هو الفراق و الغربة وهو ايظا ما جمعنا حول كلماتك البسيطة في ايصال ما تشعرين به من احاسيس و ترجمتها على الورق و روعة الجمع بين مفردات الغة العربية و مصطلحات اللهجة العراقية .
    انا من متذوقي الشعر لكني لا اعرف كتابته
    واجد النشاز في اغلب الاغاني العراقية شعريا وليس موسيقيا لكني وجدت مؤخرا اني من محبي الاغاني العراقية و كنت اظن اني بدأت احبها لاني مشتاق للهجة العراقية او العربية لاني في بلد يجيد تشويه اللغة العربية وكأنه يقصد هذا لفرط الاسائة لها لكن وبعد قرائتي لمقالتك التي ساحرص على قرائتها ان توفر لي الوقت تاكدت اني استمع للاغاني العراقية لاني مشتاق للوطن وان الكلمات تداعب فيّ الحنين ..
    و كلٌ يغني عل ليلاه واترجمها حسب ما تشتهي نفسي ناسيا ان كان الشعر عايما او فصيحا كما احبه .
    ان المحب لا ينسى محبه والمحبوب يفي دائما لمحبه و سيغني لك جسر الجادرية عندما تعودين له
    مشتاق و مضنيني الفراق
    هجرني من هجرتيني دفى بيتي .........

    ردحذف
  2. ضي

    اسم مشوق و مثير للإهتمام, ساضيفه الى قائمة أسماء بناتي المستقبليات.

    اضيف مدونتك قريبا

    مع التحية
    عبوسي

    ردحذف